1كيف يمكن للوالدين والمربين إحترام الأطفال ؟ و ما هو الأسلوب المطلوب في ذلك ؟ إنه سؤال له أجوبه متعددة . والواقع يكمن في أن مواقف الأفراد تتفاوت إزاء الأطفال و تختلف أيضا باختلاف السنين . و ما تلاحظونه أدناه عبارة عن أساليب مختلفة لهذا الإحترام :
1 ـ التغذية من الثدي : لو أرادت الأم أن تولي طفلها العناية والأهتمام ليس أمامها طريق افضل من إرضاعه منذ نعومة أظفاره من حليبها و تتقرب منه بهذا الأسلوب .
إن إرضاع الطفل بحليب الأم يشعره بلذة رائعة لدرجة أنها تروي كيانه بأسره . و لا تقتصر حاجة الطفل إلى حليب الأم فحسب ، بل إنه بحاجة إلى الأمر التالي و هو أن تنظر له الأم أثناء الرضاعة أو تضمه و تضغطه في حجرها و تبتسم في وجهه .
2 ـ القبول والمحبة : لابد من قبول الطفل والإعتزاز بمقدمه إلى محيط الأسرة بكل صدق . و من مظاهر القبول هو أن نمنحه محبتنا و نبين له تعلقنا به و حبّنا له و صفاء نوايانا تجاهه . إن الطفل الذي يشعر بأنه محبوب في محيط أسرته يتولد لديه شعور بالإقتناع و هذا الشعور مؤثر للغاية في نموه و نضوجه .
3 ـ تبجيله وتعظيمه : يجب أن ننظر إلى شخصية الطفل كنظرتنا إلى الفرد الكبير ، و هذا هو أسمى مظاهر الإحترام له ، و عندما ننظر له بهذا المستوى من التعظيم لابد أن نسعى إلى معاملته بلطف و حنان و صدق ، و أن نصغي إلى كلماته و طلباته أيضا . و عندما يشرع بسرد قصة ما ، يجب أن نصغي له ، وإن قرأ شيئا من الشعر ، يجب أن نصغي له بآذاننا و مشاعرنا لكي يشعر في ظل هذه المعاملة بالغرور والزهو .
4 ـ مراعاة حريته واستقلاله : يرسم الطفل في إحدى زوايا الغرفة عالما خاصا به ، و ينشغل في البناء واللعب . لذا من الخطأ أن نتدخل في أعماله و حياته ، و أن نمنعه عن الإقدام على أمر ما لا يحتمل خطأه أو خطورته . إن عدم مراعاة حريته من الإستصغار و عدم أخذه بعين الإعتبار . هو أمر غير مستساغ من الناحية التربوية .
5 ـ أداء السلام على الطفل : لقد كان من أخلاق الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم أن يسلم على الأطفال عندما يصادفهم في الطريق . و إن تصور بعض الآباء والأمهات من أن الطفل سيشعر بالرضا عن نفسه و يصبح مدللا لو سلمنا عليه ، ما هو إلا تصور باطل . بل إن القضية على العكس من ذلك تماما ، إذ أنه سيشعر في ظل السلام بالغرور والزهو ، و يفتح لنا و لنفسه بابا جديرا بالإهتمام والملاحظة يمتاز بفائدة كبيرة في بعض الموارد .
6 ـ مصافحة الطفل : و عن مظاهر الاحترام أن نمد يدنا نحو الطفل و نصافحه بين الجمع لكي لا يراوده الظن بأنه ليس من عداد البشرية و لا ينظرون له كانسان . و يقوم بعض الأفراد بمصافحة الجميع عندما يدخل إلى مجلس ما ، و عندما يصل إلى الطفل يتجاوزه و لا يصافحه و يصبح ذلك باعثا على اعتقاد الطفل بانه حقير و وضيع .
7 ـ ملاعبة الطفل : و هذا أيضا مما أمرنا به الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم إذ قال : من كان له طفل عليه أن يسايره بملاعبته . إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بكل شأنه و عظمته لم يلعب مع أحفاده الحسن والحسين فحسب ، بل كان يلعب مع الأطفال في الأزقة والطرقات أيضا ، والطريف أن الأطفال كانوا يستحسنون ذلك منه و يلتفون حوله دائما .
8 ـ الصفح عن خطأه : لغرض المحافظة على احترام الأطفال من الضروري أيضا الصفح عنهم عندما يرتكبون خطأ معينا بكل حلم و نظرة عميقة ، إذ لابد من الصفح عنهم بعد تحذيرهم و تذكيرهم بخطئهم .
إن أسلوب التجريح والتنكيل بالطفل بين الملأ عمل غير صحيح و مخالف لأسلوب الإحترام ، بل لا ينبغي الإستهزاء به حتى لو كان لوحده .
و هناك موارد أخرى في هذا المجال كاستئمانه على الأسرار ، و عدم كشف أسراره ، والإعلان عن محبتنا إياه بشكل علني و واضح ، و قد أحجمنا عن ذكرها و مناقشتها هنا مراعاة للإختصار .